كحالة
dealingwiththepast
1952
الحرب الأهلية لم تبدأ باشتباك عين الرمانة في 13 نيسان 1975 كما يعتقد الكثيرين، بل بدأت في شهر شباط من سنة 1970 في بلدة الكحالة، هكذا يرى أمين أبو خليل التاريخ المرّ للحروب اللبنانية.
في هذا التاريخ وقع صدام مسلح بين الجناح العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية وسكان منطقة الكحالة، على خلفية تشييع أحد شهداء منظمة التحرير، وأثناء مرور موكب التشييع باتجاه البقاع حدث تلاسن وتطور لاحقًا ليصبح اشتباكا مسلحا يوقع ضحايا من الطرفين.
هذه الحادثة عرّضت أمين وغيره من سكان الكحالة للمضايقة والاستفزاز عند المرور على الحواجز الأمنية، علمًا أنه لم يكن لهم علاقة بحادثة الكحالة.
سنة 1973 وبعد حادثة الكحالة قرر أمين السفر إلى السعودية لبناء مستقبله، وبعد اندلاع الحرب عاد ليتزوج، لكنه اضطر للسفر مجددًا بسبب الحرب. ويرى أمين في هذه الحالة مفارقة غريبة، حيث أن اللبنانيين في بلاد الاغتراب يعيشون بسلام ومحبة متبادلة، ويعودون للتقاتل داخل وطنهم.
لم ينتسب أمين لأي حزب، لكن الحرب ومعاركها فرضت بعض القيود عليه، ففي فترة من فترات الحرب لم يكن باستطاعته العودة الى لبنان عبر مطار بيروت، إنما كان يتوجه جوًا إلى قبرص ومن ثمّ بحرًا إلى خليج جونية وبعدها نحو الكحالة.
بعد اشتداد وطأة الحرب انتقلت عائلة أمين إلى برمانا تاركةً ورائها المنزل متضرراً بعد تعرضه للقصف، وهنا يتذكر كيف تعرض المنزل للقصف أحد عشر مرّة بسبب وقوعه على طريق بيروت دمشق الدولية، وكان مواجهًا لجبهات عدّة.
عام 1990 ظنّ أن الحرب انتهت، وأن بإمكانه العودة والاستقرار في لبنان مع عائلته، فحضر الى لبنان وبقي ليشهد حرب 13 تشرين 1990. في هذه المعركة تعرض سكان الكحالة لمضايقات من الجيش السوري، بعد مواجهة وحداته بعض المقاومة من فرق الجيش اللبناني المتمركزة في محيط الكحالة، وتحديدًا في منطقة ضهر الوحش، بعدها استقر الجيش السوري طويلًا في الكحالة، حيث كان للمعاناة معنى آخر.
بالنسبة لأمين معرفة حقيقة الحرب وتفاصيلها من قبل جيل الشباب أمر أساسي ومهم، فحقيقة الحرب الأهلية أنها كانت بلا هدف ولم تكن بقرار لبناني فكانت حرب الآخرين على أرض لبنان.
يقول أمين “لا يمكن الاستمرار والنهوض بالحياة في ظل التقوقع، إنما في الانفتاح ومحبة الآخر بغض النظر عن طائفة الشخص الآخر”.