حسام ملاعب

حسام ملاعب

بيصور

dealingwiththepast

1961

مشى حسام خلف قائد مجموعته داخل شوارع منطقة الشياح – عين الرمانة، كان يحمل جعبة قذائف “بي 7” عدا عن رشاش الكلاشنكوف، وقنبلتين يدويتين معلقتين إلى جانب خصره. هذا التسلل في الليل كان لا يعكره إلا صوت تكسر بقايا الزجاج تحت أقدام عناصر المجموعة، وبضع رصاصات يطلقها القابعون خلف المتاريس من عناصر المتحاربين على الخط الأخضر لبيروت وضاحيتها.
حرب السنتين بالنسبة لحسام مختلفة كلياً عن باقي أزمان الحرب الأهلية، بداياتها تشبه إلى حد بعيد مشاهد الأفلام السينمائية وبطولات الحرب العالمية الثانية وما قرأه في عدد من الروايات الروسية الأدبية، على الرغم من أن واقع القتال كان مختلفاً بشكل كبير.
في جبهات الشياح – عين الرمانة كان القتال صعباً، فالأحياء التي تشهد المعارك كانت متلاصقة، وأبنيتها مخترقة من نواح كثيرة يمكن التسلل منها إلى مواقع “الأعداء”، وهو غريب عن المنطقة وشوارعها، قادم من بيصور في منطقة عاليه، حيث محاور القتال متباعدة جداً. أما هنا في هذه المحاور فـ”عدوه” يقبع بالدشمة المقابلة، والمسافة بينهما لا تتعدى الخمسة عشر متراً، حيث كان باستطاعته أن يشعر بصوت أنفاس خصومه، وبكائهم أو ضحكهم وغنائهم.
الدكتور حسام ملاعب لديه صورة أولى للحرب الأهلية، أمام المدرسة الثانوية في عاليه تقف آلية عسكرية محملة بمدفع رشاش.
انخرط بصفوف الحزب الشيوعي، بعمر الرابعة عشر وقاتل بجبهات عدة أثناء حرب السنتين (1975-1977) وانتقل من جبل صنين وترشيش إلى مواقع عسكرية وخطوط تماس مختلفة في أنحاء لبنان.
أصيب حسام خلال جولات القتال ثلاث مرات وفي معارك مختلفة. كان اشتراكه بمعركة “إنزال حقول الموز” في بلدة الدامور خلال الاجتياح الاسرائيلي، المؤثر الدائم على حياته. وصل مع بعض المقاتلين لاستكشاف المنطقة، قبل أن يجد نفسه وسط هجوم إسرائيلي عنيف من البر والبحر والجو على بلدة الدامور المهجورة والتي تحولت خلال الحرب إلى معقل معقل أساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
تقدم مع رفيقه محاولا التصدي لدبابة إسرائيلية، يحمل قاذف “بي 7″، أطلق النار نحو الدبابة، ولكنه من الخوف الذي أصابه يومها ، ليس أكيداً إن أصابها.
هناك شاهد يافعاً فلسطينياً يرفض ترك مدفعه المضاد للطائرات، ويستمر بإطلاق النار على الطائرات الإسرائيلية المغيرة حتى أصابت الموقع قذيفة أسكتت كل شيء.
تعرض حسام لإصابة بالغة لا يزال يعاني منها حتى يومنا هذا، أثناء تنفيذه لعملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي في منطقة عين عنوب وبشامون، ليعود ويصاب من جديد بعد فترة بسيطة بعد أيام من الانسحاب الإسرائيلي من الجبل في 8 أيلول 1983.
نقل كما غيره من مقاتلين يصابون بشكل كبير إلى دول المنظومة الاشتراكية، وصل تشيكوسلوفاكيا للعلاج وبقي هناك للحصول على التعليم.
تجربته دفعته ليصبح من أشد المناصرين لثقافة السلام ورفض حمل السلاح إلا في حال الدفاع عن الوطن في وجه الاحتلال، أما الحروب الأهلية فهي بالنسبة لحسام فخوخ تنصب للناس. يرى أن من واجبه “القتال” مع هؤلاء الشباب لمنع عودة الحرب الأهلية تحت أي ثمن، ويرى أن منع شاب واحد أو صبية من حمل السلاح هو إنجاز، والمطلوب التصالح مع الذات للتصالح مع الآخرين.

    حسام ملاعب

    انخرط حسام في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني عن عمر الرابعة عشر و قاتل في جبهات عديدة أثناء حرب السنتين (1975-1977) على جبهات عديدة في جبل صنين و ترشيش و جبهات مختلفة في أنحاء لبنان. يعترف حسام بأن حرب السنتين كانت مختلفة كون أبناء جيله و الناس بالعموم كان متأثرين بالأفلام السينمائية و ببطولة الحرب العالمية الثانية و العديد من الروايات الروسية الأدبية و لكن واقع القتال كان مختلف عن تلك الصورة المتخيلة. بالرغم من تجربته العسكرية و النضالية أصبح حسام الأن من اشد المناصرين لثقافة السلام و هو يرفض حمل السلاح إلا في حال الدفاع عن الوطن في وجه الاحتلال، أما الحروب الأهلية فهي بالنسبة لحسام فخوخ تنصب للناس وبعد إنهاء الاقتتال تأثيرات الحرب الأهلية تستمر لعقود من خالا بعض النفوس المحتقنة و هذه هي تجربة اللبنانيين في الحرب الاهلية.

    حسام ملاعب

تسجيل دخول

The stories and interviews and other information mentioned in this platform do not necessarily reflect the views of the UNDP and the donor. The content of the stories is the sole responsibility of the interviewees.

القصص والمقابلات والمعلومات الأخرى المذكورة في هذه المنصة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهة المانحة. محتوى القصص هي مسؤولية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم.