الأشرفية
dealingwiththepast
1966
بين الاشتباكات في الشوارع وصوت الرصاص شبّ زياد وترعرع في منطقة الأشرفية، كان عمره 9 سنوات فقط حين تحولت حياة الأطفال اللبنانيين إلى جحيم، شهده زياد وعاشه مع آخرين، فالحرب بالنسبة لزياد هي “one package” مرتبطة بالقتل والعنف والكراهية.
لم يحمل زياد السلاح خلال الحرب، ولكنه كان من المتحمسين سياسياً لأحد المشاريع والأحزاب في بيئته، وبحسب قوله، كان من المحظوظين بعد تعرفه على أشخاص كانوا بمثابة صناع سلام (bridge builders) ساعدوه للإضاءة على أمور وحقائق أخرى، ما دفع به إلى التخلي عن العمل السياسي والاتجاه نحو أنشطة السلام.
عام 1988 ترك “المنظومة الفكرية” التي انتمى لها وبدأ البحث عن الله ومعاني الحياة، ليصل الى قناعة بأن كل شيء يطمح المرء لتحقيقه في سنوات العنف والحروب، يستطيع تحقيقه بلحظة واحدة إذا كان هناك سلام حقيقي، وبرأيه فإن السلام ينتج بسرعة كبيرة وينقذ البشرية.
بين عام 1988 وانتقاله لاحقاً إلى فرنسا لدراسة اللاهوت وعودته إلى لبنان عام 2001، توفرت ظروف عدة ساهمت في انتقاله الفكري من منظومة العنف الكراهية وأبلسة الآخرين، إلى منظومة السلام وقبول التنوع.
لم تكن النظريات سبباً لعبور زياد إلى مطاف السلام، بل وجود شهود التقى بهم خلال حياته. مع الوقت اكتشف زياد أن عمر الشباب لا يجوز استعماله كعذر لتبرير العنف و كره الآخر، فالشباب هو عمر المسؤولية وبناء الأوطان والمساهمة الفعالة والانتقال من العنف إلى قبول التنوع.
زياد الذي التزم بالتعليم في جامعة سيدة اللويزة، يرى بأن الهاجس الأساسي لديه هو في جيل الآباء والأمهات الذين تربوا في صورة غير مكتملة عن الآخرين، من خلال نظرتهم للاختلاف والتنوع، فيما يقومون بتربية جيل شباب اليوم. فالمسؤولية تقع على عاتق الأهل للتوعية والمساهمة في الشفاء من الصور النمطية الغير سليمة، للتمكن من بناء وطننا.
رسالة زياد للشباب هي البحث عن الشهود وعن المثال (role model) جيل زياد ليس في موقع وعظ أحد، هو الجيل الذي شارك بالحرب وأساء فيها للبنان، يقول نحن “آخر من يتكلم”. يرى أن تجديد العقد الاجتماعي المطلوب، ممكن فقط عبر نشر ثقافة التنوع وقيم الانفتاح و”الحج صوب بعضنا البعض”.