عيد زيتوني

عيد زيتوني

المريجات

dealingwiththepast

1953

جلس عناصر القوة الأمنية التابعة لقوى الأمن الداخلي على الخط الفاصل لمحور عين الرمانة الشياح، بين معملي “غندور” و”الريحة”، كان الهدف أن يمنعوا إطلاق النار بين المتحاربين على طرفي الخط الأخضر، تبلغوا في إحدى الليالي من تنظيم بالمنطقة أن “الأعداء” سيخرقون وقف النار ويهاجمون الموقع، طالبين منهم الاختباء، وهو ما حصل.
عند ساعات الصباح تبين للقوة الأمنية وفيها عيد زيتوني أن المتحاربين من الجهتين اتفقوا فيما بينهم على الهجوم على معمل أحذية Red Shoe والسطو عليه بالكامل. حين كشفت القوة الأمنية على المعمل، تبين لهم أن المسلحين “كنسوا” أي سرقوا كل شيء بالكامل ولم يبق فيه حتى مسمار واحد.
عيد زيتوني العنصر في قوى الأمن الداخلي وعضو فرقة المغاوير فيها، ابن قرية المريجات المطلة على سهل البقاع، انتمى للحزب السوري القومي الاجتماعي.
سنة 1972 بسبب الوضع الاقتصادي والضائقة المعيشية انتسب عيد إلى قوى الأمن الداخلي، وتخرج من معهد القوى الأمن في خريف سنة 1972 وفرز للعمل في الوحدات العاملة.
بعد فترة تأسست سرية المغاوير ضمن قوى الأمن الداخلي، وكان الانتساب لها اختياري، فالتحق بالدورة التي أجريت في ثكنة الجيش اللبناني في حمانا تحت إشراف مغاوير الجيش، لينضم إلى السرية المتمركزة في مطار بيروت ضمن عداد القوة الضاربة.
مع بداية الحرب الأهلية تم فصل سرية المغاوير الى محور عين الرمانة في منطقة مصنع غندور ومصنع العطورات، الذي كان تحت سيطرة حزب الوطنيين الأحرار في حين كان معمل غندور تحت سيطرة القوى المشتركة اليسارية الفلسطينية.
بعد تعرض عيد زيتوني للإهانة على أحد حواجز الميليشيات وهو يرتدي ثيابه العسكرية، ترك وظيفته الرسمية، والتحق بجيش لبنان العربي، أحد الانقسامات في الجيش اللبناني الذي تمرد على القيادة في اليرزة، بعد حلّ قائد جيش لبنان العربي “جيشه” بسبب عدم تمكنه من دفع مرتبات العناصر، فما كان لعيد، المغوار، إلا أن التحق بمخيم بوارج التابع للحزب السوري القومي متعهداً تدريب عناصر الميليشيات التابعة للحزب، ومشاركاً من موقعه بالقتال في العديد من الجبهات، من بيروت إلى ضهور الشوير وصنين.
شهد عيد على العديد من التجاوزات الميليشيوية، إن كان من حزبه أو من الأطراف الأخرى، فلم تكن الأطراف المتصارعة، على عكس زعمه، تقاتل من أجل العقيدة، بل أكثرها بدافع عنصري فئوي.
بعد مشاركة عيد في إحدى المعارك العنيفة، واستشهاد عدد من رفاقه في المعركة، انتبه لقيام عناصر ضمن حزبه بالسرقة أثناء اشتداد القتال، ما خلق عنده كره للمعارك الداخلية، واتجه نحو صفوف المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.
يرى عيد، أن أي عمل عسكري داخلي هو عمل فارغ المضمون، وأن الحل الوحيد للشباب بعدم الانخراط بأي مشروع فئوي أو طائفي، بل عليهم البحث فقط عن مشاريع وطنية جامعة لمصلحة هذا الوطن.

    عيد زيتوني

    عيد زيتوني

    صورة تظهر عيد زيتوني (الأول من اليمين)، المقاتل في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، في منزله، فور عودته مع رفاقه من قمم جبل صنين، يومها حفروا غرفة ودشمة للقتال بأيديهم مقابل الموقع المعروف بالغرفة الفرنسية، فيما المعارك محتدمة وأسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص من طرفي الصراع.

تسجيل دخول

The stories and interviews and other information mentioned in this platform do not necessarily reflect the views of the UNDP and the donor. The content of the stories is the sole responsibility of the interviewees.

القصص والمقابلات والمعلومات الأخرى المذكورة في هذه المنصة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهة المانحة. محتوى القصص هي مسؤولية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم.