غسان سلوان

غسان سلوان

الأشرفية

dealingwiththepast

    غسان سلوان

    وصل غسان سلوان إلى حاجز عسكري لقوة فلسطينية، على طريق مطار بيروت، فجر 16 أيلول/سبتمبر، طلب منه أحد العناصر هويته، فسلمها ناظراً في عيني الشاب الذي كان يبحث عن شيء واحد، فقرة الديانة والمذهب، سأله: أين تسكن، فأخبره الحقيقة: بالأشرفية، وأعمل في مطار بيروت. تبدل كلام المسلح وطلب منه النزول إلى الأرض، ترك المقود غسان، فاتحاً الباب، وصار بمواجهة العسكري الذي بدأت ملامحه تتظهر أكثر مع فجر هذا اليوم الذي يمكن وصفه بالأسود. مع اندلاع الحرب الأهلية، تبدل نمط حياة غسان جذرياً، ورفض التقاط صور له، كنوع من رفضه للواقع الذي أدى الى انحسار رقعة تنقله بين منزله في الأشرفية ومكان عمله في مطار بيروت الدولي. كان غسان مسؤول رفيع المستوى في شركة طيران الشرق الأوسط، وليتأقلم مع الوضع المستجد من جولات معارك وحرب سنتين، جهز مكتبه في المطار للنوم كلما اشتد القتال على المحاور، تفاديًا لخطر الخطف والقنص على المعابر. ليلة اختطافه، احتفل مع أفراد أسرته بعيد السيدة في الأشرفية، منهيا سهرته باكراً، ليذهب إلى عمله فجراً. كانت حجة المقاتل لتوقيف غسان أنه يحاول التسلل إلى بيروت الغربية، وينتمي لحزب الكتائب اللبنانية، حاول الدفاع عن نفسه وتأكيد عمله في المطار، ولكن الشاب وجه سلاحه إلى صدره وطلب منه ترك سيارته لزميله، واقتادوه إلى أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين قرب المطار، حيث استجوب هناك. احتجز غسان لثلاثة أيام في المخيم، وسمح له بإجراء اتصال واحد، فقرر أن يكون هذا الشخص صهره ملحم القارح الذي تمكن بحكم علاقاته العديدة من الاتصال بقيادي فلسطيني، ما أدى إلى الإفراج عن غسان دون طلب أي فدية. خطف غسان مرة ثانية عام 1977 وثالثة عام 1978 من جديد على طريق المطار، واضطر لدفع فدية مالية للإفراج عنه. ولتفادي الخطف ومخاطر الطريق، انتقل غسان للسكن في غرفة بمبنى إدارة شركة طيران الشرق الأوسط لضمان استمرار العمل، كغيره من العاملين في الشركة والمطار، ولم يعد للسكن في الأشرفية إلا مع الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، والانسحاب منها.

تسجيل دخول

The stories and interviews and other information mentioned in this platform do not necessarily reflect the views of the UNDP and the donor. The content of the stories is the sole responsibility of the interviewees.

القصص والمقابلات والمعلومات الأخرى المذكورة في هذه المنصة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهة المانحة. محتوى القصص هي مسؤولية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم.