ليليان طنوس ابو خليل

ليليان طنوس ابو خليل

بعبدا

dealingwiththepast

1959

بالنسبة لليليان التي ترعرعت في بعبدا في كنف عائلة و بيئة محافظة دينيا و اجتماعيا” ، اعتقدت بأن كل المسيحيين كان من الموارنة، و حتى المدرسة الثانوية لم تعرف يانه هناك مسلمين في لبنان. خلال سنوات الدراسة في الثانوية تعرفت على أصحاب له من المسلمين و اصبحوا من اعز الاصدقاء. والد ليليان كان مؤمن بالقيم الإنسانية و الوطنية ورباهم على محبة الوطن.

تتذكر ليان سنة 1973 بوضوح و كانت تتحضر في الربيع لتقديم شهادة البريفيه الفرنسية عندما اندلعت الاشتباكات بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش اللبناني على اثر اغتيال القادة الفلسطينيين في منطقة فردان من قبل الاسرائيليين و اتهام الدولة اللبنانية بالتقاعس. بيئة ليليان آنذاك كانت متحمسة للحل العسكري و تدعم الرئيس سليمان فرنجية والجيش اللبناني و التي كانت طائراته تقصف المخيمات الفلسطينية.
نشطت ليليان سياسيا” ضمن بيئته الصغيرة ضمن العائلة والقرية بحيث شجعها والدها على الانغماس أكثر في الشأن العام خاصة أن المجتمع المسيحي آنذاك كان يشعر بالخطر من جراء السلاح الفلسطيني و حلفائه اللبنانيين في الحرب التي توقفت في ربيع ال 1973 عادت لتنفجر في نيسان 1975 في حادثة البوسطة الشهيرة في عين الرمانة.

مع اندلاع الحرب انخرطت ليلان في صفوف حزب الكتائب خاصة أن والدها كان يعتبر هذا الحزب من المدافعين الأشداء عن الكيان اللبناني من التصدي الى المد الناصري سنة 1958 إلى السلاح الفلسطيني بعد اتفاق القاهرة. تدربت ليلان على استعمال السلاح و لكن دورها ضمن التنظيم كان أكثر لوجستيا و لم تكن تخدم على الجبهات الامامية، انما اقتصر دورها الى جانب زميلاتها إلى الحراسة و تامين الطعام للمقاتلين. خدمة ليلان ضمن سلاح اللاسلكي بعدما تابعت دورات مكثفة على فك الشيفرة خلال حرب السنتين.
استطاعت ليليان أن توفق بين خدمته ضمن حزب الكتائب و مع تحصيلها العلمي و استطاعت ان تكمل تخصصه في الفيزياء و تتخرج لتصبح معلمة بعكس العددين من رفاقه الشباب الذي أدى انغماسهم في العمل العسكري للقضاء على مستقبلهم العلمي. تعتبر ليليان بأن حياته و حياة أبناء جيلها ضاعت بفضل انخراطهم في الحرب الدائرة و لم يتسنى لهم الا التعاطي مع الأمور الجدية و ” كبروا قبل عمرهم”.
مع اندلاع الصراع بين رفاق السلاح بين الكتائب اللبنانية و الوطنيين الأحرار اعتكفت لبلبان عن العمل العسكري فالقتال الداخلي المؤلم دفع به الى تعليق عضويته حيث اعتبرت أن التزامها الإنساني اقوى من التزامها الحزبي.

خلال اجتياح القوات السورية الى قصر بعبدا سنة 1989 تتذكر ليلان التي كانت حامل بطفله الثالث وهي في شهرها الثامن كيف انهالت القذائف على منطقة بعبدا من جهة سوق الغرب تحضيرا” الاقتحام قصر بعبدا. اضطرت ليليان الى الاختباء في زاوية ضيقة من المنزل و ان تحمي بطنه و تترك ظهرها مكشوف لتحي جنينه و تلك صورة لا تستطيع ان تزيلها من ذهنه حتى هذه اللحظة.
لا تدعو لليان ابناءها الى الانخراط بالعمل الحزبي و لا تريد منهم الانتساب الى حزب الكتائب و حمل السلاح ولكن تطلب من الجميع أن يلتزموا وقناعاتهم و ان يخلدوا إلى النوم و يستيقظا بنفس القناعة فبدون هذا المكون من المستحيل بناء الوطن والمجتمع.

    ليليان طنوس ابو خليل

    ليليان أبو خليل بمناسبة 30 أيار 1984 كان عمرها 25 سنة حيث كانت جزء من التنظيم النسائي المقاتل لحزب الكتائب اللبنانية المعروف بـ النظاميات، في هذا اليوم اتخذت ليليان القرا بالانخراط في العمل الحزبي و العسكري من أجل العمل على كرامة الإنسان في لبنان. لا تدعو لليان ابناءها الى الانخراط بالعمل الحزبي و لا تريد منهم الانتساب الى حزب الكتائب و حمل السلاح ولكن تطلب من الجميع أن يلتزموا وقناعاتهم و ان يخلدوا إلى النوم و يستيقظا بنفس القناعة فبدون هذا المكون من المستحيل بناء الوطن والمجتمع.

تسجيل دخول

The stories and interviews and other information mentioned in this platform do not necessarily reflect the views of the UNDP and the donor. The content of the stories is the sole responsibility of the interviewees.

القصص والمقابلات والمعلومات الأخرى المذكورة في هذه المنصة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهة المانحة. محتوى القصص هي مسؤولية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم.