نيللي بولوتوفا الحسيني

نيللي بولوتوفا الحسيني

dealingwiththepast

تعرفت نيللي بولوتوفا الحسيني على لبنان للمرة الأولى عام 1981 عندما أنجبت ابنها البكر، هاشم في بيروت، قبل أن تعود إلى روسيا مسقط رأسها لتكمل شهادة الطب، عادت بعدها منتقلة بشكل كامل إلى بيروت في نيسان 1982 لتكمل اختصاصها الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت.

بالرغم من المآسي والمصاعب التي مرت بها في تلك المرحلة، تعتبر نيللي بأن تلك السنوات كانت من أجمل أيام حياتها، تصفها بأنها الجديدة عليها، كامرأة من بلد آخر تعيش في مكان متنوع يعيش حربا قاسية، وهو ما أعطاها زخما بالنسبة لتجربتها الشخصية.

نيللي القادمة إلى لبنان كان لشعبها تجربة تاريخية، لم تكن تخاف من تلك المرحلة كون بلدها الأم مر بالحرب العالمية الثانية، وهي عاشت هناك مع صور أبطال قدموا الكثير لناسهم خلال تلك الحرب. في الحرب اللبنانية ورغم الخوف والمآسي التي رأتها، أعطاها البقاء مع الناس وتقديم الخدمات الطبية لهم الإحساس بالبطولة والفرصة لخدمة الناس.

ذاكرة الحرب بالنسبة لنيلي هي عبارة عن تخيلات صعبة، وبالتحديد فيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها في بيروت، في مرحلة عملها كانت العبوات الناسفة تزرع في سيارات في شطري العاصمة، انفجارات كانت تقتل وتصيب العشرات بجروح وتدمر بيوتهم.

خلال عملها كطبية كانت نيللي ورفاقها من الطاقم الطبي في الجامعة الأميركية يتحضرون لانفجار سيارة في المنطقة الغربية كلما سمعوا بانفجار سيارة في الشطر الشرقي للعاصمة، ليرسخ في ذاكرتها وضع الناس الذين كانوا يصلون إلى غرفة الطوارىء كصور لا يمكن تغييبها.

فهذه الصورة مرتبطة بوجدان الطبيبة نيللي بالخدمة وبدماء الأبرياء الذين كانوا يومها ضحايا ظلم الحرب وعبثية القتال.

لم يخطر في بال الطبيبة الروسية المتزوجة من ابن مدينة طرابلس أن تغادر لبنان خلال الحرب بل على العكس، كان شعور خاص يدفعها للتمسك بخدمة سكان بيروت ومن ثم بعد انتقالها إلى طرابلس للعيش لاحقاً.

تأمل نيللي بأن يستفاد من تجربتها الخاصة من قبل الجيل الجديد، فالسلام دائما أفضل من الحرب معتبرة أنه من الضروري فتح النقاش بين المواطنين من أجل لبنان أفضل.

هي محظوظة كمواطنة روسية لفرصة قدومها إلى لبنان والعيش فيه، كما تقول، تصفها بالنعمة وتتمنى أن يخترق جيل الشباب الموروث القديم وأن يحبوا بلدهم أكثر، وأن يقدموا الخدمة له ليفتخروا بما استطاعوا بنائه، فخر يفرحون به ليس فقط على صعيد الشرق الأوسط بل في كل العالم.

    نيللي بولوتوفا الحسيني

    طبيبة البنج نيللي بولوتوفا الحسيني (الثانية من اليسار) مع زملاء صفها في الجامعة الأميركية في بيروت، في كلية الطب، اختصاص التخدير (البنج)، و كل المتواجدين مع نيللي كانوا من عداد الأطباء الذين درست معهم ومن ثم عملت وإياهم في أصعب الظروف، لاسيما عندما كانت تعج غرفة الطوارئ في مستشفى الجامعة بضحايا السيارات المفخخة التي كانت تستهدف المدنيين. تتذكر نيللي جيداً تلك المشاهد القاسية والأليمة وتفاني زملائها الأطباء وبقية الطاقم الصحي. كان كل منهم قادم من مكان مختلف، ولكن يجمعهم حماية الناس والعمل لإنقاذهم، تتذكر كيف كانوا يعملون خلال المعارك وفي أيام القصف المتبادل، وحتى خلال شهر رمضان وأثناء صيام البعض منهم، كانوا يفطرون على كأس ماء قبل الدخول إلى غرفة العمليات لإجراء الجراحة الطارئة للمصابين.

تسجيل دخول

The stories and interviews and other information mentioned in this platform do not necessarily reflect the views of the UNDP and the donor. The content of the stories is the sole responsibility of the interviewees.

القصص والمقابلات والمعلومات الأخرى المذكورة في هذه المنصة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهة المانحة. محتوى القصص هي مسؤولية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم.