هدى

بعبدا

dealingwiththepast

1960

ولدت هدى في منزل يتعاطى الشأن العام و السياسية اللبنانية و كانت البنت البكر في عائلة ضمت خمسة أولاد وكانت العائلة من الجد الى الاب الى الاولاد مناصرين الى حزب الكتائب اللبنانية و جمعتهم علاقة طيبة مع رئيس الحزب بيار جميل و النائب موريس الجميل الذي صادف أنه كان جار العائلة في الشياح.
عاشت هدى جو البيت الحزبي و دخلت الى خلية الكتائب عن عمر صغير وهي في الثانية عشر من عمره ، لتنخرط في العمل السياسية و الحزبي ضمن حركة الانصار التي أسسها الرئيس الراحل بشير جميل مع بداية الحرب اللبنانية سنة 1975. تلك المجموعات من الأنصار تولت العمل الانمائي و الاغاثي و التعليمي في المناطق المسيحية ذات الامتداد الكتائبي.
تولت حركة الأنصار نشر الوعي السياسي في صفوف الأهالي وقامت باعطاء دورات اسعافات اولية في الاحياء و في فترة من الفترات و بعد تقاعس بلدية بيروت التي كانت تجمع النفايات من ساحل المتن الجنوبي قامت الحركة بجمع النفايات عبر استقدام آليات الدنبر و الحلول محل الدولة في تقديم الخدمات المحلية. قامت حركة الأنصار بالمساعدة في تقديم الخدمات التعليمية إلى تلاميذ المدارس خاصة بعد إغلاق المدارس بسبب جولات الحرب العديدة، فقامت حركة الأنصار بتأسيس مدارس تقوم بمساعدة التلامذة على فروضهم المنزلية .لعبت حركة الأنصار دور محوري في استقبال المهجرين جراء مجزرة الدامور فساعدت الأهالي على كافة المستويات عبر تأمين المسكن و الملبس و الحاجات الأساسية.
خلال معارك ما عرف بحصار مثلث الصمود ( الشياح، عين الرمانة، وفرن الشباك) فكان هناك انتشار فلسطيني من جهة تل الزعتر وجسر الباشا ونتيجة الحصار انقطع العديد من المواد الاولية و من ضمنه الخشب مما أثر على صناعة التوابيت فاضطر سكان المنطقة إلى دفن موتاهم داخل التوابيت القديمة، فتذكر هدى كيف تم فتح مدفن العائلة لدفن بعض الأموات الذين من خارج المنطقة و تذكر كيف تم دفنهم في أكياس النايلون بسبب عدم القدرة على تصنيع التوابيت الخشبية.
بعد انقطاع مادة البنزين تولت هدى برفقة زملائه توصيل الطعام الى المحتاجين عبر الدراجات الهوائية و في احدى المرات سقطت قذيفة بجانبها و رمتها الى جانب الطريق فوق كومة من النفايات و ادت الى كسر رجلها.

مشاركة هدى في الحرب كانت مدنية، فهي لم تحمل السلاح و لم تنخرط في العمل العنفي ومن هنا ترى بأن ما قدمته الى ابناء مجتمعها كان خدمة انسانية و دفاعية و هي اليوم مؤمنة بالثورة الحاصلة لتغيير النظام اللبناني وهي من المشاركين الدائمين في المظاهرات و الاحداث و هي مقتنعة بضرورة التغيير السلمي و الانتقال الى لبنان الجامع.