وليد فياض

وليد فياض

صوفر

dealingwiththepast

1962

في بلدة صوفر ولد وليد فياض بقضاء عاليه عام 1962 في عائلة متواضعة مادياً، أبيه كان أستاذاً مدرسياً قبل أن يصبح مديراً لمدرسة صوفر الرسمية، وكان منتمياً للحزب السوري القومي الاجتماعي. بالمقابل، والدته من عائلة أبي المنى من قرية شانيه، كانت عائلتها تتبع الحزب الجنبلاطي والحزب التقدمي الاشتراكي الذي تأثر به وليد فياض، وحمل السلاح فيه كمقاتل يافع لم يبلغ سن الرشد بعد، خلال ما عرف بأحداث حرب الجبل 1982-1983.

انتسب وليد خلال مرحلة المراهقة إلى صفوف “الكشاف التقدمي”، برفقة أولاد خاله المنتسبون لنفس المؤسسة الكشفية، وهو شيء لم يعارضه والده “القومي” آنذاك، هذه المرحلة كانت مقدمة لوليد ليصبح من مناصري “الاشتراكي”، فخضع لأول دورة عسكرية في سلاح الإشارة قبل عام 1982 والاجتياح الإسرائيلي للبنان وخضع لدورات شبه بدائية تعرف بـ”محو الأمية” العسكرية، أقامها “الاشتراكي” على صعيد بلدة صوفر ومنطقتها.

بالنسبة لوليد، حمل السلاح لم يكن نابعاً من إيمان وعقيدة سياسية، بقدر ما كان جزءاً من مرحلة تأثر فيها أبناء جيله بالمعارك الحاصلة في المنطقة، فهو عن عمر صغير لم ينظر للصراع على أنه عقائدي، وحمله للسلاح وقتاله في الحرب كان بمثابة حلم أو وهم، بحيث وجد نفسه يحمل السلاح ويقاتل مع رفاقه اليافعين في أماكن بمواجهة أشخاص مسيحيين ترعرع معهم في القرية نفسها.

يَذكر وليد كيف أن صديقاً له من آل الهبر من بلدة المنصورية المجاورة لصوفر، انضم للخدمة الإجبارية في صفوف القوات اللبنانية ولكنه ما لبث أن فر من الخدمة بعدما أجبر على احتجاز أشخاص كان ترعرع معهم بالمدرسة.

خسر وليد عدداً من أصدقائه خلال القتال ومنهم في ريعان شبابهم، وعندما يذكر الحرب يتذكر عمليات الخطف والخطف المضاد والشعور بالإحباط والغضب لعدم القدرة على استرجاع المخطوفين والمخفيين قسراً.

اليوم يدرك أن المشكلة الكبرى في الحرب أنها لا تؤدي إلى رابح، بالرغم من النصر العسكري الذي يحققه طرف على حساب طرف آخر، إلا أن كل الأطراف يخسرون في الحروب الأهلية. 

ويفضل أن يكون هناك تفاوض ومساومات بين الأطراف من دون خسارة ضحايا من الطرفين، فالحل السياسي هو الأفضل في الصراعات. ويرى أن المشكلة تكمن بالاستعانة بالمراهقين للقتال وحمل السلاح، فالشاب الذي يحمل بندقية الكلاشينكوف يعتقد بأنه يستطيع القيام بما يشاء، ولذلك تكمن المشكلة في نقص التوعية.

هاجر وليد إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1988 خلال أسوأ ظروف الحرب الأهلية، بعدما استطاعت والدته استرجاع جنسيتها الأميركية، كون والدها كان من عداد الناجين من سفينة التايتانك. حاليا يعيش في ولاية فرجينيا ويدير مطعماً للبيتزا، ويتردد بشكل مستمر إلى لبنان، حيث كون صداقات مع مناصري الأحزاب الأخرى، من خلال ممارسة هواية جمع وتركيب المجسمات العسكرية، كما أنه من جامعي الصور العسكرية وكل ما يرتبط بتاريخ الحرب الأهلية اللبنانية.

    وليد فياض

    وليد فياض -22 عام آنذاك- مقاتل في صفوف الحزب التقدمي الأشتراكي برفقة أمل الجردي، فتاة من مدينة عالية في جبل لبنان نزحت الى صوفر اثناء تعرض المدينة للقصف. الصورة التي أخذت في بحمدون بعد انتهاء الاقتتال في أيلول 1983 هي عبارة عن استعراض مغانم الحرب الآلية العسكرية ال commandcar التي تعطلت من جراء القصف الذي قاموا بتصليحها و استعماله لاحقا". بالنسبة لوليد و أقرانه من المقاتلين الموضوع كان بسيط ، البدلة القواتية (القوات البنانية) المطابقة للجيش الإسرائيلي كانت مريحة و عملية مقارنة بالبدلات التي حصل عليها الحزب الاشتراكي من الاتحاد السوفيتي و التي كانت مصنوعة من مواد تشبه الصوف , وكانت تؤدي الى الحكة مما دفعهما لاقتناء عتاد القوات ولو كانت على جثة أعدائهم. أمل التي رافقت وليد في نزهة الى بحمدون أرادت ان تاخذ صورة فوتوغرافية في بذلة القوات و عتادهم و هذه الصورة كما يصفها وليد كانت تذكارية. وليد الذي هاجر الى الولايات المتحدة سنة 1988 و ذلك لأن جده لأمه كان من عداد الناجين من سفينة التايتانيك، ينظر إلى تلك المرحلة على انه اشبه بالوهم او حتى الخيال فهناك العديد من المراحل والأحداث لا يستطيع ان يتذكرها خاصة اشياء على أرض المعركة كما حصل عندما سقطت قذيفة هاون 120 مم بالقرب منه و لم تنفجر وهذا الذي ذكره فيه لاحقا أحد رفاقه المقاتلين الذي كان برفقته.

تسجيل دخول

The stories and interviews and other information mentioned in this platform do not necessarily reflect the views of the UNDP and the donor. The content of the stories is the sole responsibility of the interviewees.

القصص والمقابلات والمعلومات الأخرى المذكورة في هذه المنصة لا تعكس بالضرورة وجهات نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجهة المانحة. محتوى القصص هي مسؤولية الأشخاص الذين تمت مقابلتهم.